ema girl
المساهمات : 124 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: تلك الكلمة الجميلة................. الأحد أبريل 20, 2008 2:22 pm | |
| تلك الكلمة الجميلة التي تداعب الخيال ،، ذلك الهدف المنشود من الجميع ،، ذلك اللغز المبهم الذي يحير العقول والأفئدة ، أليس كذلك....؟
كلنا نسعى لها ،، كلنا لديه تعريف بها ،، قد تتفق التعريفات وقد تختلف بحسب نظرة الناظر وبحسب الزاوية التي ينظر منها
للموقف والحياة ..!
المعدم وقليل المال يرى السعادة في المال ويفلسف فكرة بأن المال يماثل عصا نبي الله موسى التي فلقت البحر ،، فبالمال يمكن
تحقيق المستحيل حتى الضمائر يمكن أن تشترى ، وحتى الصحارى القاحلة يمكن أن تتحول بلمح البصر إلى جنات عدن فهو
محقق المعجزات ، فهي السعادة وكل السعادة ، وهذا يذكرني بقول الشاعر حين قال :
المال يرفع للدويني راسه .... والفقر يسبي بالفتى المتبهنس ...!
والعنز لو تولى الدراهم شيور .... وقيل ، يا أم ، طنيز وين المنزل ...؟؟
هناك البعض الآخر القنوع الذي يرى السعادة وكل السعادة بل والمنتهى في الصحة ، فالإنسان الصحيح الجسم المعافى في
البدن يملك أكثر من مال قارون ، فهو يرى أن كل المال ما ينفع في مقابل عدم القدرة على الاستمتاع بما تملك ، يرى أن
المال لا يحقق السعادة ، ما ينفعك المال وأنت ممنوع من الطعام إلا المحدد لك ، ما يمكن أن يقدمه ذلك المال غير الشقاء
ويجعل الطامعين ينتظرون فرج رحيلك عنهم ...!
فقال القائل منهم : الصحة تاج ٌ على رؤوس الأصحاء ،، لا يراه إلا المرضى ...!
إن كانت الصحة كذلك لكن تبقى الصحة منقوصة لأن الغذاء أساس هام فمثلا ً من لا يتوفر له الطعام لا تتوفر له
الصحة ،
نحن كأمة مسلمة نؤمن ونصدق بما اخبرنا عنه الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلوات الله وسلامة عليه فعنه
أنه قال في الحديث الشريف ((إن النطفة تكون أربعين يوما نطفة ثم أربعين يوما علقة ثم أربعين مضغة ثم يكون التصوير والتخطيط
والتشكيل } ثم ورد عن حذيفة بن أسيد أنه إذا مر للنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله تعالى إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها
ولحمها وعظامها ثم يقول يا رب أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ فما الرزق وما الأجل...! ))
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في السعادة- : " شيء ينبع من داخل الإنسان .. ولا يستورد من خارجه . وإذا كانت السعادة
شجرة منبتها النفس البشرية .. والقلب الإنساني .. فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها .. وغذاؤها .. وهواؤها " ويرى أن
السعادة في السكينة التي هي روح من الله ، ونور يسكن إليه الخائف ، ويطمئن عنده القلق ، ويتسلى به الحزين " .
ويقول أديب مصر ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) رحمه الله : " حسبك من السعادة في الدنيا : ضمير نقي .. ونفس هادئة .. وقلب
شريف " ،،، و يروى أن زوجا غاضب زوجته ، فقال لها متوعدا : لأشقينك . قالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني
كما لا تملك أن تسعدني . فقال الزوج : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني ، أو زينة من
الحلي والحلل لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !.. فقال الزوج في دهشة وما هو ؟ قالت الزوجة
في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي !..
ترى في العصر المادي الذي نعيش فيه هل حققت لنا هذه الحضارة السعادة ؟
نحن توفرت لنا سبل حياة رغدة لم تتوفر لمن سبقنا ،، منها أدوات اتصال حديثة عبر الأقمار الصناعية ،، وطائرات تنقلنا في حلنا وترحالنا
وسيارات تعج بالرفاهية وبفصل الشتاء في عز الصيف من أجهزة تكيف في كل شيء ، بلغ ما يتمتع به الفقير في قياس زمننا ما لم تتوفر للغني
والأمير على زمن من سبقنا ،، بالرغم من كل ذلك لا زلنا نفتقد إلى الراحة ،، والسعادة ،، نظل نلهف خلف الدنيا ولا نكل من الركض ،، منا من
يجري خلف المال ،، ومنا من يجري خلف المنصب ولا يضيره أن يدوس على كل شيء من اجل تحقيق ذلك الهدف ،، منا من يجرى خلف
الشهرة ،، في النهاية تنتهي بنا الأمور لنكتشف ذلك السراب الذي كنا نعتقد بأنه حقيقة مطلقة فإذا هو وهم ..!
هذا رابط مفيد يجيب عن السؤال السابق :
إن السعادة هي من تلك القيم التي تظل صعبة الفهم للبعض ،، وللبعض الآخر أوضح من قرص الشمس في عز الظهيرة ، السعدة
من وجهه نظري مثلا ً لا يمكن أن تحصر في قيمة واحدة من القيم ، لأن السعادة من وجهه نظري تتعدى ذلك لأنها وإن كانت
تلك الأمور جزئية إلا أن السعادة أعم فهي حالة إنسانية بحته نفسيّة المنشأ تؤثر في الفرد فتنعكس على سلوكه في مجتمعه ،
فيشعر بالرضا وراحة النفس والضمير فالسعادة هي فقاعة صعبة الفهم والتصور لاختلاف مقياس قياسها بين الناس ...!
ترى هل حقق لكم قراءة هذا الموضوع السعادة،، التي كنتم تنشدون ،، وهل فيما ذهب أصبت في ما كتبت أم أنني كنت قريب
بعض الشيء من الموضوع،، فكنت كالحائم حول الحمى يكاد أن يقع فيه ،، لكنني لا زلت أحوم وابحث عنها مثلكم ...!
أم انه ينبغي علينا التمثل بتلك القصيدة الرائعة للخليفة الثالث ،على ابن أبي طالب كرّم الله وجهه حين قال :
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** إن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكــــنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنـــا لخراب الدهر نبنيها ...!
ويقول الحسن البصري : النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ...... أن السلامة فيها ترك ما فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلفٍ .................. ولا الفرار من الأحداث ينجيها ..........! | |
|
أم منصف المدير العام
المساهمات : 241 تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: رد: تلك الكلمة الجميلة................. الإثنين أبريل 21, 2008 5:35 am | |
| فلا الإقامة تنجي النفس من تلفٍ .................. ولا الفرار من الأحداث ينجيها ..........!
شكرا لك عزيزتي على الموضوع المميز ننتظر جديدك | |
|
ema girl
المساهمات : 124 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: رد: تلك الكلمة الجميلة................. الإثنين أبريل 21, 2008 6:36 am | |
| شكرا لك على الاهتمام والرد الحميل | |
|
emanuella مراقب عام
المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: رد: تلك الكلمة الجميلة................. الإثنين أبريل 21, 2008 7:41 am | |
| رااااااااااااااااااااااااااائع مشكورة على الموضوووووووووووووع | |
|
ام علاء مراقب عام
المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: رد: تلك الكلمة الجميلة................. الإثنين أبريل 21, 2008 1:45 pm | |
| تشكرين على الموضوع المتميز | |
|