أرزةٌ ضائعهْ
أنتِ فوق الرصيفْ
يشرب الحزنُ قهوتَهُ
تحت أغصانِ عينيكِ يُشعل سيجارةً
وسحابا
فلا تهربي في اتجاه الخرائبِ إني
أتيتُ
ولا مُلْكَ لي
غيرُ حزني وعينيكِ
لا تهربي في اتجاه الخرائب إني
أتيتُ
أقاسمكِ الكأسَ والدمَ في الأرصفهْ
طلقةٌ، صرخة وصدى أحذيهْ
يُزهر الحبُّ بيني وبينكِ فاقتربي
ودعي ورقَ التوتِ
إني أراكِ بعين العراةِ
أرى فيكِ ما لا تراه العيونْ
أرى فيكِ «فاسَ» و«تِطوانَ»
كلَّ دماءِ المدنْ
فارفعي مقلتيكِ
اصدحي بالغناءِ
فهذي الحرائقُ تأكل مملكةَ الوهمِ
ليس لنا ما نخاف عليه سوى
جسديْنا
انظري
كيف يركض في جسدينا النهارُ
اسمعي
كيف تصدح في دمنا الخطواتُ
امسحي الليلَ عن مدمعيْكِ وقُولي
لكلّ المرافىِء
كلِّ القطاراتِ:
راحلةٌ كلُّ تلك الوجوهْ
مدجّجةً بالهزائمِ
هاربةٌ كلُّ تلك القواربِ
حاملةً إثمَها
غيرَ أنكِ باقيةٌ فوق كلِّ الخرائبِ
تحت انفجارِ السمواتِ
باقيةٌ فوق هذا الرصيفِ
وباقيةٌ تحت كل الحرائقِ
أجنحةً خافقهْ
طلقةٌ، صرخةٌ وصدى أحذيهْ
يُشرق الصبحُ من عروة الليلِ
ينبض في الموت قلبُ الحياةِ
ومن رحم الوجع المتوهّجِ مقبلةٌ أنتِ
بالجمرِ
طُوفي على الشرق بالجمرِ
لا تنظري للوراءِ
إلى جثث الوقتِ
(هُبّي بصحنكِ)
آنَ لنا اليومَ أن نرتوي
طلقةٌ، صرخةٌ وصدى أحذيهْ
من رماد الحقولْ
من رماد الزمانْ
من تضاريسَ بائدةٍ
تنهضين متوّجةً بالفراشاتِ
تُولد من راحتيكِ الشحاريرُ
والشمسُ والسنبلاتْ
في دمي أرزةٌ
ودمي فيكِ يصدحُ
إني أتيتُ ولا مُلكَ لي
غيرُ حزني وعينيكِ
ها أنتِ مثلُ الرصاصةِ
في جسد الوقتِ أشعلتِ حقلاً
من الخطواتِ
ومن زمنٍ أخضرِ المقلتينِ
هو الحبُّ أم شجرُ الأرزِ يطلع من
مدنِ القلبِ ؟
إني أتيتُ ولا مُلكَ لي
لا تقولي مضى زمنُ الحبِّ
ها هو ذا مقبلٌ في الشجرْ
مقبلٌ في المطرْ
مقبل في الترابْ
مقبل في الرمادْ
مقبلٌ في خطاكْ .